على قمة جبل مكسو بأشجار السرو والصنوبر، وبإطلالة غاية في الجمال على قلعة الربض (قلعة عجلون) وجبال فلسطين، يجد الزائر نفسه في مساحة يتلاعب فيها نسيم عليل، تريح النفس ليرى كل ما هو جميل. أول شيء تلاحظه عدد من البنايات والمنازل القديمة المنتشرة هنا وهناك. لكل بناية ومنزل اسم، ووراء كل اسم حكاية. مجموع هذه الحكايات هي ما صنعت هذا المكان وهي ما تجعله مميزاً منذ قرابة العام 1940. جميع هذه الحكايات لا تزال تشهد عن عظمة إله استخدم هذا المكان بمن سكنوا أو عملوا فيه لمجد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. بدأ مشفىً انجليزي، ثم مستشفىً معمداني، والآن هو مركز عجلون للمؤتمرات المعمدانية.
في طيّاته أنشئ واحد من أقدم المستشفيات الخاصة في أمارة شرق الأردن. وفيه كذلك انطلقت أول مدرسة تمريض خدمت وخرّجت الكثيرين والكثيرات ممن عملوا في مجال التمريض. ولاحقاً، سكن في ربوعه العديد من المرسلين المعمدانيين من أطباء وصيادلة وممرضات ومعلمين ومعلمات. كما سكنه مجموعة من الأردنيين وعائلاتهم ممن عملوا مع المعمدانيين في عجلون وما حولها.
كان القس فواز عميش والقس رؤوف زعمط أول من سعوا لتطوير هذا المكان والمحافظة عليه بعد أن أعلمتهم الإرسالية بالموافقة على منحه للطائفة وتأهيله ليكون مركزاُ للمؤتمرات الصيفية. ولما لا! فذكرياتهم عن كل السنين التي قضوها في ربوعه جميلة ومجيدة؛ أول مرة كانت لهم فرصة للتعرف على هذا المكان كانت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. حضروا من كنيستهم المحلية في عمان كمرسلين للمساعدة في خدمة المعمدانيين في عجلون. وكانت تلك بداية لعمل عظيم استخدمهم الرب فيه لتأسيس كنائس معمدانية لا تزال أبوابها مفتوحة للجميع. في هذا المكان أيضاً تعرّف القس فواز على روثي فاخوري وتزوجها. كذلك القس رؤوف حيث تعرف على ...... عويس وتزوجها.
فرح الأخوين فواز ورؤوف برؤية الإرسالية المعمدانية للمحافظة على هذا المكان وتكريسه ليكون مقراً للمؤتمرات المعمدانية كان كبيراً. هذا الأمر جاء نتيجة صلوات ومباحثات ومناقشات عقدها رئيس الطائفة آنذاك القس فواز ومساعده القس رؤوف مع المسؤولين في الإرسالية المعمدانية. وانتهت بأن تتسلّم الطائفة مسؤولية ادارة المكان. في العام 1993، تسلّمت الطائفة المعمدانية هذا المركز وتم نقل ملكيته لهم.
أول أمر قام به الثنائي فواز ورؤوف كان تعيين الأخ فريد أيوب مديراً للمركز. هذه المهمة الجديدة أثارت حماس المدير الجديد الذي بادر فوراً بتغيير مسكنه من الزرقاء الجديدة حيث كان يقيم، وسكن مع عائلته في بيت يقع ضمن حدود المركز. قديماً، كان يشغل هذا البيت الدكتور روبر وعائلته.
بقي الأخ فريد كتلةً من النشاط ومخلصاً في عمله طوال فترة إدارته للمكان والتي امتدت حتى العام ...... وخلالها قام بتشييد مبنى يتكون من 4 شاليهات لزيادة السعة الاستيعابية للمكان. كانت المؤتمرات تعقد في فترة الصيف فقط. ولذا فلم يكن غيره في المكان ليقوم على اتمام أعمال الصيانة والزراعة وجلب المشتريات. وكانت كل عائلته بنات واولاد هم المساعدين لوالدهم في تحمّل مسؤوليات المكان ومتطلباته. خلال فترة المؤتمرات كان السيد فريد يقوم بإحضار العاملات في مجال الطبخ والتنظيف من بيوتهم ومن ثم يعيدهم بعد اتمام مهامهم ليلاً.
قديماً، كانت كل الأبنية بما ضمنها المستشفى تقع على الناحية الغربية من كامل المساحة. أما الجهة الشرقية فقد تركت كما كانت واستخدمت لاحقاً لإقامة المخيمات المعمدانية الصيفية عليها. في العام 1974 تم إنشاء مبنى جديد للمستشفى المعمداني على الناحية الشرقية. وفي العام 1987 تم بيع هذا المبنى مع الأرض المحيطة به لوزارة الصحة الأردنية. أما الناحية الغربية وما عليها من أبنية ومنازل فقد احتفظ بها المعمدانيون.
بعد اتمام عملية بيع المبنى الجديد للمستشفى المعمداني الواقع على الجهة الشرقية والأرض المحيطه به لوزارة الصحة الأردنية. قامت الإرسالية المعمدانية بتأهيل المباني التي كانت مستخدمة من قبل المرسلين وصيانتها ليصبح هذا المكان مقراً لمؤتمرات الكنائس المعمدانية بشكل خاص والكنائس الإنجيلية بشكل عام.
القس فواز عميش والقس موريس جرجس والقس رؤوف زعمط في مركز عجلون أثناء المؤتمر المعمداني الصيفي
كانت المخيمات الصيفية المعمدانية في عجلون جزءاً هاماً من العمل المعمداني. كانت المخيمات تقام على الجزء الشرقي من المركز - قبل أن يتم بناء المستشفى المعمداني عليها في العام 1974 - وكان يحضر هذه المخيمات الكثير من الأشخاص من عمان والزرقاء وجرش واربد وعجلون وعنجرة وغيرها. في كل عام كان يحضر خادم من الخارج ليقدم عظات للحضور تدعوهم للتوبة ومعرفة الرب وطاعته. هذه المؤتمرات شهدت خلاص نفوس كثيرة على مر السنين.
حتى في أيام الحرب، استمرت هذه المخيمات لكن انتقلت لقرابة السنتين إلى دبين. بعد ذلك عادت إلى عجلون. وبعد أن تم بيع الجزء الشرقي الذي صار ملكاً لوزارة الصحة الأردنية في العام 1987. صارت المخيمات الصيفية تعقد في مدرسة عجلون المعمدانية.
أما الآن، فقد صار للمؤتمرات المعمدانية مركز خاص. مكان يمكن استخدامه على مدار العام. كانت المخيمات في السابق عبارة عن خيمة كبيرة للاجتماعات وخيم صغيرة للنوم يستخدمها المخيمين.
مع مرور الوقت وزيادة عدد الكنائس والحضور فيها بات ضرورياً أن تقوم كل كنيسة بعمل مؤتمرها الخاص. وقد شجّع وجود هذا المركز المكرس والمخصص لهذه الغاية كنائس الأردن عامةً لحجز المركز لعقد مؤتمراتها الصيفية الخاص بها.
مع مرور الوقت وزيادة الطلب على المركز بات من الضروري زيادة السعة الاستيعابية له. وهذا ما أدى إلى تأهيل مباني الجناح الشرقي والجناح الجنوبي وصار بالإمكان عقد أكثر من مؤتمر في نفس الوقت. كما تم تأهيل مباني الجناح الشمالي - المقر الرئيسي - ليزيد من الطاقة الاستيعابية للمؤتمرين.
يحتوي المركز على مطبخ رئيسي ويقدم خدمات الطعام والشراب والسكن طوال العام. كما يعرض لكل المجتمع الإنجيلي فرصة قضاء عطلهم سواء كانت الأسبوعية أو الموسمية في ربوع هذا المكان اللطيف.