ميتم ومدرسة وكنيسة: ثلاثة في واحد، كما أرادها القس اسبر ضومط عندما حضر إلى عجلون. ومن هناك، في بيت موسى العاصي بدأ الوافد الجديد هذه المؤسسة التي صارت لاحقاً مدرسة عجلون المعمدانية. والتي بالحق هي واحدة من أقدم مدارس شمال الأردن. كان البيت عبارة عن غرفة كبيرة استخدمها القس أسبر لتكون الكل في الكل: في الصباح يقوم التلاميذ بترتيب المقاعد لتكون مدرسةً، في المساء يضعون كل مقعد مقابل آخر لاستخدامه كسرير والنوم عليه، ويوم الأحد يتم ترتيب المقاعد لاستخدامها من قبل المصلّين.
كان الميتم قد أغلق أبوابه بعد أن عاد القس أسبر وزوجته إلى القدس ليقضوا آخر سنين حياتهم في دار للمسنين هناك. أما المدرسة فقد تسلّمها الدكتور ماكلين وبقيت محل عنايته واهتمامه حتى قام لاحقاً بتسليمها للمعمدانيين. بعد أن تسلّم المعمدانيون مسؤولية الخدمة في عجلون وما حولها، استمر المعمدانيون بحمل مسؤولية إدامة هذه المدرسة وتطويرها وتشغيلها بكل أمانة وتفانٍ الأمر الذي جعلها من أفضل مدارس جبل عجلون.
القس أسبر ضومط وزوجته مرثا
القس أسبر وطلاب المدرسة والميتم
في العام 1952 حضر الدكتور تي جي مكري وزوجته للخدمة مع المعمدانيين في المستشفى والمدرسة. وقد اختارت الوافدة الجديدة العمل في ادارة المدرسة حتى العام 1954 حينما حضرت فرجينيا كوب وحلّت محلّها. بعد مس فرجينيا كوب حضرت الأخت آنا كاون واستلمت مسؤولية إدارتها حتى العام 1970.
كانت أعداد الطلبة في هذه المدرسة في ازدياد، الأمر الذي دعا المسؤولين في الإرسالية الى استئجار منزل جديد يعود للسيد توما عويس لاستخدامه كتوسعة للمدرسة. لكن هذا لم يحل المشكلة، فكان لا بد من حل جذري.
في العام 1954 قامت الإرسالية المعمدانية بشراء قطعة أرض على المدخل الجنوبي من عجلون لإقامة سكناً لمعلمات المدرسة وكذلك لراعي كنيسة عجلون، لكن بعد استكمال الجزء الأكبر من البناء رأى المسؤولين امكانية لجعل المبنى الجديد مقراً للمدرسة. وهذا ما حدث تماماً قرابة العام 1956 حين انتقل الطلبة مع معلماتهم من المنازل المستأجرة إلى هذا المبنى والذي لا يزال قائماً حتى تاريخ كتابة هذه المذّكرات. وفي هذا المبنى تم تخريج أول فوج من الطالبات، جرى هذا في العام 1965.
مورين باريمان، والتي عملت كمعلمة من منتصف الخمسينات، استلمت ادارة المدرسة بعد مس آنا كاون وبقيت حتى العام 1989. وقد عمل الأخ فايز حداد مساعداً لها حتى انتقاله إلى عمان لإدارة المكتبة المعمدانية هناك. بعد ذلك استلمت الأخت بيفرلي ريتشاردسون إدارة المدرسة بالإنابة حتى العام 1995. بعد ذلك توّلت الأخت جيني إدارة المدرسة لمدة عام تقريباً، تلتها الأخت بام جونسون ولمدة عامين تقريباً، خلالها حصلت الأخت فيبي مزاهرة من كنيسة عنجرة المعمدانية على دبلوم الإدارة المدرسية من جامعة اليرموك، الأمر الذي أهّلها لتولي إدارة المدرسة لاحقاً، واستمرت في ذلك حتى العام 2000.
وجود مثل هذه المدرسة الأجنبية الخاصة في عجلون والتي استقطبت الكثير من الأجانب الذين كان يحضرون من أمريكا للعمل فيها، أدى إلى قيام الكثيرين من عجلون وما حولها بتسجيل أبنائهم وبناتهم في هذه المدرسة، كما طالب العديد منهم أن لا تكون المدرسة مخصصة للبنات فقط بل اضافة فرع خاص للأولاد كذلك.
كما أن المدرسة كانت تراعي الحالة المادية للطلبة الذين لم يكن باستطاعتهم دفع أقساط المدرسة بالرغم من قيمتها المتواضعة. وهذا ما شجّع أن تستمر المدرسة بجمع كم لا بأس به من تكاليفها التشغيلية من الخارج عندما كانت تعمل تحت مسؤولية الإرسالية المعمدانية الجنوبية.
كانت المدرسة المعمدانية في عجلون عاملةً ومتاحة فقط للفتيات للصفوف العليا مما أظهر أهمية فتح فرع جديد للمدرسة تكون خاصةً للأولاد. وهذا ما حدث بالفعل، ففي العام 1958 بدأت المدرسة المعمدانية للأولاد لصفوف ما بعد الرابع بعشرة أولاد فقط، ثم صار العدد في ازدياد. استمرت مدرسة الأولاد حتى العام 1968 حين صار فرع الأولاد للمدرسة تحت ادارة كنيسة عجلون المعمدانية والتي كان يرعاها في ذلك الوقت القس فواز عميش. كان الطابق السفلي من الكنيسة مقّراَ لمدرسة الأولاد بدءاً من الصف الخامس. وفي هذا الطابق كان يعقد الاجتماع الصباحي لكافة الصفوف ومن ثم ينتقل طلبة بعض الصفوف العليا مشياً على الأقدام لغرفهم الخاصة في منزل مجاور للكنيسة ومستأجر من السيد توما عويس. أما بقية الطلبة فيكملون يومهم في طابق التسوية حيث كان يحتوي على غرفهم الصفّية.
لاحقاً، تم اغلاق فرع الأولاد في عجلون والتحق الأولاد بالمبنى الرئيسي للمدرسة بعد أن سمحت السلطات للمدارس الخاصة باختلاط الأولاد والبنات في صفوفها.
فريق ترنيم المدرسة مع مستر نيوتن. ويظهر في الصورة كل من هدى مارديني، ميسون زيدان وميسون قسوس، وطالبات أخريات.
السيدة روث روبر مع جوقة أطفال المدرسة المعمدانية في عجلون
على مر السنين ونتيجة للزيادة في أعداد الطلبة قامت المدرسة بإضافة مبنيين جديدين؛ الأول مبنى الصفوف الثلاثة الأولى. وقد أضيف هذا البناء في الناحية الشمالية الغربية من المدرسة. أما المبنى الثاني فقد تم تشييده وتخصيصه ليكون مقراً لطلبة الروضة.
مبنى الصفوف الثلاثة الأولى
مبنى الروضة