هكذا كان اسمه "مستشفى جلعاد". وكان يعود لإرسالية إنجليزية تدعى Christian Missionary Society أو CMS للاختصار. قام بتأسيسه في عجلون الدكتور الإنجليزي تشارلز ماكلين.
في 3 كانون أول 1938، قام الدكتور ماكلين بافتتاح أول عيادة طبية رسميّة في عجلون وباشر مع إرساليته في بناء مستشفى هناك. تمّ البناء وافتُتح المستشفى في سنة 1940. كان المستشفى بجناحين وَسِعَة 27 سريراً، وعدد العاملين فيه ستة عشر شخصًا.
الصور أدناه أخذت من تلك الحقبة، ويظهر فيها الدكتور ماكلين وزوجته والعاملين، كذلك بعض من المباني والقاعات الداخلية وغرفة العمليات وغيرها.
بعد توّلي المعمدانيين مسؤولية المستشفى، تم تغيير الإسم ليصبح "مستشفى عجلون المعمداني" نسبةً للإرسالية المعمدانية الجنوبية التي قامت باستلام مسؤولية الخدمة فيه وإدارته بعد انسحاب الإرسالية الإنجليزية من الخدمة في عجلون. فيما يلي ندرج ما تيسر من معلومات عن تلك الفترة:
في العام 1951 حضر أول مرسل معمداني أمريكي ويدعى ميريل كالوي، وبقي في الأردن مع زوجته حتى العام 1954، وخلال وجوده قام بالتنسيق مع خدمة إرسالية جلعاد لوضع أساسات لمشاركة المعمدانيين في الخدمة من خلال استلام العمل الطبي والتعليمي والكرازي في منطقة شمال الأردن.
في أوائل الخمسينيات تقدمّت الإرسالية المعمدانية بطلب من الحكومة الأردنية ليتم تسجيلها كهيئة خيريّة تقوم بأعمال طبية وتعليمية في الأردن، وتم ذلك رسمياً في 20 حزيران 1951، وسُجلت كجمعية خيرية أجنبية مسموح لها اقتناء أراضي وممتلكات والقيام بأعمال خيرية في الأردن.
في العام 1951 حضر أول طبيب معمداني مرسل من أمريكا ويدعى تي جي مكري وذلك للعمل في المستشفى، واستلمت زوجته إدارة مدرسة البنات المعمدانية في عجلون للفترة من 1952 وحتى 1954. كما حضر في نفس العام الدكتور لورن براون والذي قام باستلام المستشفى من الدكتور شارلز ماكلين.
في العام 1951 حضرت فيوليت بوب للأردن وهي من قامت بتأسيس وإدارة اول مدرسة تمريض معمدانية مرخصة من الحكومة لتدريب الممرضات في إمارة شرق الأردن. وبقيت تديرها حتى عادت لأمريكا في العام 1989.
في 15 حزيران 1952 تم تسليم المستشفى من قبل إرسالية جلعاد إلى الإرسالية المعمدانية وتم تغيير اسم المستشفى ليصبح مستشفى عجلون المعمداني. كما استلم المعمدانيون مسؤولية مدرسة عجلون ومدرسة دبين.
في العام 1952 حضر للأردن الدكتور لفقرين وزوجته آلتي. محبة هذا الطبيب لخدمة الناس هي ما دفعته للبقاء في الأردن والعمل في المستشفى حتى العام 1987 حين غادرها مع زوجته عائدين للولايات المتحدة الأمريكية. كانت آلتي من أكثر المتحمسات للعمل والخدمة الروحية وخاصة بين السيدات، وقد ساهمت في بدء اجتماعات بيتية في الحصن التي تحوي الآن كنيسة معمدانية نشطة.
في العام 1954 تم الإنتهاء من إقامة مستشفى يتسع لخمسين سرير. لاحقاً حضر الدكتور روبر وزوجته روث، وبقوا في الأردن حتى العام 1989.
في العام 1974 تم استكمال عملية بناء مستشفى جديد في الجهة الشرقية من المستشفى القديم.
في العام 1987 تم بيع المستشفى الجديد والأرض المقامة عليه للحكومة الأردنية. وقد استخدمت الإرسالية ثمن المستشفى في تأهيل المقر القديم للمستشفى وما عليه من مباني وتجهيزها لتكون المركز الجديد للمؤتمرات المعمدانية.
بدأت مدرسة التمريض المعمدانية بعد حضور الآنسة فيوليت بوب إلى الأردن في العام 1951، حيث قامت هي بتأسيسها وإدارتها. كما تولت منصب رئيسة الممرضات في المستشفى المعمداني. وتعتبر هذه المدرسة أول مدرسة تمريض في إمارة شرق الأردن. وبعد أن تم إنشاء كلية التمريض الأردنية في العام 1953 تم ترتيب أن يتم عقد الامتحانات السنوية لطلبتها في كلية التمريض الأردنية. أما التطبيق العملي للطلبة فقد كان يتم في المستشفى المجاور لمدرسة التمريض. كما قامت إدارة المدرسة بإيفاد عدد من الممرضات الأردنيات للخارج للحصول على شهادات أعلى وبعد عودتهن يعملن في مدرسة التمريض وكذلك المستشفى.
لأهمية هذه المدرسة، وللتقدير الكبير التي كانت تحظى به من جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، فقد رعى ولمرات عديدة حفل تخريج طالبات المدرسة.
هذا وقد بقيت فيوليت بوب على رأس عملها حتى عادت للولايات المتحدة الامريكية في العام 1989 بعد خدمة دامت ثمانية وثلاثون عاماً.