أنشأت مؤسسة الإسكان في بداية الثمانينات من القرن الماضي منطقة أبو نصير بمرحلته الأولى؛ إلا أنه بعدها بدأ الإنتشار العمراني والسكاني بمراحله المتعددة، في عام 1987م تم ضم المنطقة إلى أمانة عمان الكبرى؛ لتصبح المنطقة رقم 20 في الأمانة.

قصد هذه المنطقة الجديدة العديد من المسيحيين الذين انتقلوا لها من معظم المحافظات الأردنية. وكان من هؤلاء عدد لا بأس به من الأخوة والأخوات الذين كانوا يرتادون الكنائس المعمدانية حيث كانوا يقطنون.

سكن الأخ فايز حداد الذي كان يدير المكتبة المعمدانية في عمان أبو نصير. وقد فتح بيته وبدأ مع القس فواز عميش بعمل اجتماعات بيتية فيه. كان هذا في العام 1986. لم يكن بيت فايز حداد البيت الوحيد الذي فتح أبوابه لأهل أبو نصير، شاركه في ذلك بيوت أخرى مثل بيت عايد دبابنة وزوجته (دار أبو جميل)، وبيت ام رازي مرجي، وبيت أم عيسى حبش، وبيت فايزة حداد شقيقة الأخ فايز. صار هذه البيوت وأصحابها مقصداً للعديد من الأخوة والاخوات المؤمنين وغيرهم ممن كانوا يبحثون ويدرسون الكتاب المقدس لمعرفة الحق. كان القس فواز عميش يقود هذه الاجتماعات البيتية تقريباً كل يوم أربعاء. ويرافقه الأخت منى الإسي التي كانت تقوم على خدمة الأطفال. كان الكبار يجتمعون في غرفة الضيوف، أما الصغار فكانوا يجتمعون في غرفة السفرة. كما كان يرافق القس فواز الأخ نضال عويس الذي كان قد أنهى حديثاً دراسة اللاهوت من كلية اللاهوت المعمدانية في بيروت.

كان من جملة الحضور كل من: دار أبو رازي مرجي، ودار أبو نمر كوّع، ودار أم عيسى حبش، وبعض الأخوات من عائلة عماري. لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت الشكاوي والمضايقات تنهال على فايز حداد وعائلته بسبب هذه الاجتماعات، مما بدأوا المناوبون على هذه الاجتماعات يتنّقلون ما بين البيوت؛ كل أسبوع في منزل. لاحقاً تم استئجار منزل في الحارة رقم 3 يعود للسيد سليم سابا؛ والذي كان سابقاً يعمل ممرضاً في مستشفى عجلون المعمداني. وهناك في ذلك البيت بدأت الكنيسة رسمياً اجتماعاتها.

كان من بين الحضور الذين ساعدوا في اجتماعات الكنيسة الأخ عيسى حبش الذي تعلّم عزف البيانو وكان هو العازف الرئيسي في معظم الاجتماعات. لكنّه كان يشجّع بعض ممن كانوا يواضبون على مدارس الأحد والشبيبة الناشئة بتعلّم العزف؛ من هؤلاء كان الأخ نمر كّوع والذي صارلاحقاً أحد العازفين الرئيسيين في الكنيسة.

بعد أن أنهى الأخ نضال عويس دراسة اللاهوت في بيروت، عاد إلى الأردن. اظهر هذا الأخ نشاطاً مميزاً في الخدمة، وبدأ يساعد عمل الكنيسة المعمدانية في عدة مناطق في عمان؛ من ضمنها كانت منطقة ضاحية الرشيد وكذلك أبو نصير. كان الأخ نضال شخصاً مخلصاً وأميناً. وهذا شجّع القس فواز عميش على دعوته للمساعدة في الخدمة في أبو نصير. وصار يرافق القس فواز أسبوعياً في الزيارات البيتية وكذلك في الاجتماعات البيتية. مع مرور الوقت صار القس فواز يتنحّى عن الخدمة تاركاً المجال للأخ نضال ليستلم لاحقاً رعاية الكنيسة في أبو نصير. وبهذا صار الأخ نضال أول راعي لكنيسة أبو نصير المعمدانية.

تم رسامة الأخ نضال عويس قسّاً للكنيسة في أبو نصير في العام 1992، وقد استخدم الرب هذا الأخ وزوجته سو في تلك الكنيسة بطريقة مجيده؛ كان بيته وقلبهمفتوحين للجميع، أما زوجته فكانت بركةً وخادمة تقّية وخير الداعمين لزوجها. غيرته ليرى الناس ينمون في معرفتهم ومحبتهم للرب ظهرت في الطريقة التي كان يشجّع فيها الناس على الحضور؛ حيث كان يقضي حوالي الساعة والنصف قبل الاجتماع يتنّقل فيها من بيت إلى بيت لينقل الأخوة والأخوات والأولاد والبنات إلى الكنيسة لحضور الاجتماعات. كان شخصاً غيوراً على عمل الرب بكل معنى الكلمة.

نمت الاجتماعات البيتية وزاد الحضور في الكنيسة البيتية في الحارة رقم 3. أول خدمة اهتمت الكنيسة باطلاقها والتركيز عليها كانت خدمة الأطفال. وقد أوكلت مسؤولية هذه الخدمة للأخ علاء حداد. كان ذلك في العام 1988. ثم استلمت اهذه الخدمة مجموعة من الأخوات اللواتي كنّ يحضرن الكنيسة، من ضمنهن كانت الأخت لانا كّوع. أما الأخ علاء فقد بدأ باجتماع للشبية الناشئة في العام 1991 بمعونة من الأخ عيسى حبش والأخت ميساء عماري. لاحقاً انضمت الأخت ريما مرجي والأخت حنان ليّوس لفريق الخدمة هذا. كما انضم له أيضاً كل من الأخ عمار صنصور والأخ إياد جبارة.

أما الأخت روثي عميش زوجة القس فواز، فقد بدأت بعقد اجتماع خاص للسيدات، وكانت مع عدد من الأخوات يخدمن ويزرن البيوت. وكن يجتمعن كل يوم ثلاثاء في مقر الكنيسة. من هؤلاء الأخوات كانت أم رازي مرجي، وأم نمر كوّع وأم جميل دبابنة. ثم انضمت الأخت تغريد حنا (أم نزار كريكوريان) وصارت تخدم مع السيدات في اجتماع السيدات. بعد عدة سنوات صار الاجتماع من مسؤولية هؤلاء الأخوات بعد أن توقفت الأخت روثي عميش عن الحضور لأبو نصير.

في العام 1994 تم ارسال الأخ علاء حداد إلى لبنان لدراسة اللاهوت في كلية اللاهوت المعمدانية، في العام الذي يليه غادر القس نضال الأردن للخارج بغرض العلاج. هذا الأمر استدعى أن تقوم الكنيسة بسؤال الأخ وائل ظواهره إمكانية المساعدة في تقديم العظة الرئيسية أسبوعياً. وافق الأخ وائل واستمر في ذلك حتى عودة الأخ علاء حداد في إجازة الصيف من العام 1995 حيث صار هو من يقوم بخدمة التعليم وتقديم العظة الرئيسية أسبوعياً. قبل عودته إلى لبنان لإكمال دراسة اللاهوت في شهر أكتوبر من العام 1995 عاد القس نضال إلى الأردن ليكمل رعاية الكنيسة.

بعد فترة، قدّمت الإرسالية المعمدانية تقدمه مادية لشراء أرض في أبو نصير لغاية إقامة بناء للكنيسة المعمدانية لخدمة تلك المنطقة. وبالفعل، تم شراء قطعة أرض بإطلالة جميلة في العام 1994. عثر الأخ فايز على قطعة أرض تزيد مساحتها عن الأربعة دونمات. كانت القطعة كبيرة ولم يكن هناك أموال كافية لشراء القطعة من قبل الطائفة، الامر الذي استدعى أن يشترك في شراءها الاخ فايز حداد وشقيقه. وبالفعل، تمت عملية الشراء وانتهت بامتلاك الكنيسة أكثر من نصف مساحة الأرض، والباقي للأخ فايز وشقيقه أبو تامر.

في العام 1998 انطلقت أعمال البناء للكنيسة في أبو نصير. كان الأخ فايز حداد والقس نضال عويس من أكثرالمتحمسين والقائمين عليه. انتهت الكنيسة من الأعمال الرئيسية في العام 2000. لكن تشطيب المبنى وتهيئته للحصول على إذن الإشغال من الجهات الرسمية كان أمراً يتطلب المزيد من الأموال والوقت. كانت الخطة أن يكون الطابق الأرضي للكنيسة نواةً لمدرسة ابتدائية معمدانية في أبونصير.

أثناء عملية البناء، وفي العام 1999 انتقل الأخ فايز حداد للأمجاد السماوية. برقاد هذا الاخ خسرت الكنيسة في أبو نصير واحداً من أعضائها الذين كان له دور كبير في الخدمة المعمدانية ليس في أبو نصير فقط، بل في المكتبة المعمدانية والمدرسة المعمدانية كذلك.

استمر الأخ نضال في رعاية الكنيسة. لكن الخدمة لم تكن في أحسن احوالها، ولم يكن الاخ نضال عويس كذلك في أحسن أحواله. كما بات جليّاً أن الأخ نضال صار مجبراً على ترك الكنيسة للسفر إلى الولايات المتحدة ليلتحق بزوجته وعائلته التي سبقته إلى هناك. أما بالنسبة للمبنى الذي كان من المفترض أن يكون مدرسة ابتدائية، فقد تم تغيير الخطة والعدول عن فكرة المدرسة بسبب قلة التمويل. وبدلاً من ذلك، أعاد المهندس تصميم بناء الطابق الأرضي ليحتوي على قاعة كبيرة للكنيسة، وعدد من الغرف الأخرى التي يمكن استخدامها كصفوف لمدارس الأحد وغيرها.

على أثر ذلك، قامت الطائفة بتفويض الأخ بهيج عقيل للخدمة في كنيسة أبو نصير، وتسلّم شؤون الكنيسة من الأخ نضال عويس الذي كان ينوي السفر للولايات المتحدة. في غضون ذلك تم استئجار منزل للكنيسة في الحارة رقم 1 وعادت الاجتماعات الكنسية من جديد في هذا المنزل. واجهت الكنيسة في هذه المنطقة مضايقات من الحي وبعض من سكّانه الذين رفضوا وجود الكنيسة في هذه الحارة. كانت ثقة المؤمنين في الرب كبيرة ليتدّخل ويحل هذه المشكلة، وبالفعل، كانت الأمور مع الاخ نضال في طريقها للحل، ولم يمضِ سوى وقت قليل حتى قام الاخ نضال بتسليم مسؤولية الكنيسة للأخ بهيج.

كان جزء من الطابق السفلي من المبنى الجديد للكنيسة شبه مكتمل، وكان بالإمكان استخدامه. وبعد عمل بعض التحسينات انتقلت الاجتماعات له من الحارة رقم 1. مع مرور الوقت وصل الحضور لحوالي الــ 80 شخصاً بالاجتماع الرئيسي يوم الأحد، بالإضافة للاجتماعات الأُخرى الخاصة بالسيدات، والشبيبة الناشئة، والأطفال، والشبيبة الجامعية. والتي كان لها أثر كبير في نمو الكنيسة وزيادة عدد الحضور والمؤمنين.

لم يكن مبنى الكنيسة الجديد مكتملاً بعد، مما حدا بأعضاء الكنيسة والغيورين عليها بالعمل معاً على تجهيز المبنى وتهيئته ليكون مقراً لاجتماعات الكنيسة، وبالفعل تم تجهيزه خلال فترة أقل من عام، وفي بداية العام 2002 تم تدشين المبنى الجديد.

عمل الأخ بهيج على تفعيل دور الأعضاء في الكنيسة وشجّعهم على الخدمة، وقد أقام الرب عدداً من الخدام من الكنيسة للخدمة في اجتماعاتها المتنوعة، الاجتماع الرئيسي يعقد مرة أسبوعياً، وكذلك يوجد اجتماع للسيدات، وآخر للأطفال وثالث للشبيبة الناشئة واجتماع آخر للشبيبة الجامعية.

في 25-5-2005 تم رسامة الأخ بهيج عقيل قساً لكنيسة أبو نصير المعمدانية.

كان عدد الحضور قليل نسبياً، ولكن بسبب حماس وغيرة المؤمنين وخدمتهم ورؤية القس بهيج بدأ عدد الحضور بالازدياد، كما زاد عدد الاعضاء الملتزمين للكنيسة، حيث تجاوز عددهم في العام 2012 الـ 80 عضواً.