من إحدى القرى القريبة من اربد، وتدعى الطيبة، انطلق عمل طبي انجيلي بقيادة الدكتور تشارلز ماكلين. حيث قام بتأسيس عيادة طبية لمساعدة أهل القرية والمناطق المحيطة. كان هذا امتداداً لمستشفى ارسالية جلعاد في عجلون.

في العام 1948، وصل للطيبة الأخ فينلي غراهام مع عائلته وسكنوا في هذه القرية. وفيها تعّرفوا على الدكتور ماكلين. ويبدو أن الأخير أخبره عن رغبته في تسليم المستشفى في عجلون ونقاط الخدمة الأخرى لجهة جديدة يمكنها الاستمرار في خدمة الأهالي من النواحي الطبية والتعليمية والروحية.

كان الأخ فينلي مرسل معمداني أسكتلندي ويسكن في بلدة الناصرة. لكن ظروف الحرب هناك أجبرته على ترك الناصرة والتوجه إلى شرق الأردن، ثم إلى لبنان. خلال الفترة الوجيزة التي قضاها في القرية استخدمه الله ليعرف بعض من اهالي القرية الرب. والذين انضم لاحقاً إلى الكنيسة المعمدانية التي بدأت هناك.

في العام 1949 انتقل إلى اربد المهندس جميل زريقات، وقد كان عضواً في الكنيسة المحلية في عمان، والتي كانت برعاية القس روي وتمن. بدأ الأخ جميل بعقد اجتماعات روحية لدراسة الكتاب المقدس في بيوت بعض العائلات المسيحية لفترة من الزمن. ويبدو أن أعداد الحضور في هذه الاجتماعات صار كبيراً ولم يعد بيت يحتملها، لهذا تم استئجار منزل واسع، وصار يعقد فيه اجتماعات روحية. وكان الأخ روي وتمن يحضر من عمان ويتكلم في هذا الاجتماع.

في غضون ذلك، حضر إلى اربد مرسل يدعى دوغلاس هاول للخدمة في الكنيسة التي تأسست حديثاً. وسكن في المنزل الذي كان يحتضن الكنيسة نفسها. وتعاون مع الأخ جميل في خدمة ورعاية الكنيسة، وكذلك الاجتماعات التي انتقلت للحي الجنوبي من المدينة قرب كنيسة الروم الكاثوليك. في العام 1953 رجع المهندس جميل زريقات إلى عمان، وبقي الاخ هاول يخدم الكنيسة في اربد.

بسبب بعض المضايقات على الكنيسة والتي كانت تعقد في منزل دوغلاس هاول، انتقل الأخير وسكن في منزل على طريق اربد الحصن يعود للسيد سالم مفضي، وفي هذا المنزل صارت تعقد اجتماعات الكنيسة.

في العام 1952، استلمت الإرسالية المعمدانية العيادة الطبية التي كانت في قرية الطيبة. وعلى الأرجح أن الدكتور ماكلين هو من استمر بالخدمة الطبية فيها بعد أن ترك المستشفى في عجلون. لم يدم الأمر طويلاَ، فقد تقاعد الدكتور وترك الطيبة عائداً إلى بلاده في انجلترا.

في العام ١٩٥٦ طلبت الارسالية من الأخ فواز عميش الذهاب الى قرية الطيبة بغية اكمال العمل الروحي هناك، وكذلك إدارة أعمال العيادة فيها، وذهب ايضاً معه الدكتور لفقرين وزوجته. وفي الـ ٢٥-٨-١٩٥٦، انتقل الأخ فواز وسكن في الطيبة. في هذا اليوم وصل أمر من الحكومة البريطانية للأخ دوغلاس هاول بمغادرة البلاد نظراً للاوضاع السياسية الصعبة في ذلك الوقت والمتعلقة بالعدوان الثلاثي على قناة السويس.

وبسبب عدم وجود من يرعى الكنيسة في إربد، تم الطلب من المعمدانيين استلام ورعاية الخدمة والكنيسة فيها. ولكون الأخ فواز عميش من سكان الطيبة، فقد طُلب منه أن يستلم رعاية الكنيسة في بلدة اربد المجاورة. كانت موافقة الاخ فواز مشروطة بموافقة الكنيسة عليه ومنحه بركتهم ليصير راعيهم. وكان له ذلك. فصار الأخ فواز مسؤولاً عن الخدمة في اربد والطيبة وما حولهما. لم يكن يمتلك سيارة ليتنّقل فيها، لكن ذلك لم يمنعه حتى من التوسع بزياراته التبشيرية والاجتماعات المنزلية التي بات يعقدها كذلك في قرى مثل عرجان والحصن وشطنا.

في اربد، صار القس فواز يقوم بعقد خدمة صباحية يوم الاحد، ومسائية لدرس الكتاب. أما مساء الثلاثاء فكان مخصصاً للصلاة، والخميس للشبيبة. أما بالنسبة للطيبة فقد كان يكلّف اخوةً من الكنيسة للقيام بخدمات اجتماع الطيبة.

في الحصن، بدأ فواز عميش بعقد اجتماعات بيتية عند بعض الأهالي الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم له وللإنجيل الذي كان يكرز به. ومع مرور الوقت، قم باستئجار مكان صغير ليعقد الاجتماع فيه. ومع أن الصعوبات في هذه البلدة كانت جّمة، إلا أن ذلك لم يوقفه من الخدمة فيها، كما امتد من هناك لقرية شطنا المجاورة التي فتح بعض من أهاليها بيوتهم له، من هؤلاء كان السيد سليمان عباسي، والمختار أبو كامل دحابرة.

أثناء وجوده في اربد، خطب فواز عميش فتاة كانت تدرس التمريض في مدرسة التمريض التابعة لمستشفى عجلون المعمداني واسمها راعوث سلامه فاخوري. وسكن في نفس المنزل الذي كان يعود لسالم مفضي، والذي كان أيضاً مقراً للكنيسة، وعاشا فيه مع ابنهما روي حتى غادراه في العام ١٩٦٠ لدراسة اللاهوت في بيروت.