في العام 1963 انتقل القس سليم قعوار إلى عمان. كان قبل ذلك راعياً لكنيسة عنجرة المعمدانية. كان الهدف من عودته إلى عمان هو ادارة المكتبة المعمدانية فيها. في العام الذي يليه، عاد إلى الأردن القس جريس دلّه بعد أن أنهى دراسة اللاهوت في مدرسة اللاهوت المعمدانية في بيروت. وقد اختار السكن في عمان أيضاً. كما انتقل إلى عمان الأخ حنا الدباس، والذي كان يعمل سابقاً في القاعدة الجوية في عنجرة، وقد كان من الأعضاء النشيطين في كنيسة عنجرة، وتربطه علاقة وثيقة بالقس سليم. وقد سكن أخونا حنا - أبو إميل - في وادي النصر في عمان.
بدأ القس سليم بالعمل في المكتبة، وسكن في منطقة العبدلي القريبة من وسط البلد. ولكنه أيضاً بدأ بعقد اجتماع بيتي في جبل التاج، في منزل يعود للسيده الفاضلة ميلاده عاقلة. والتي كانت أيضاً تستخدم منزلها كروضة للأطفال. وقد استمر هذا الاجتماع اسبوعياً لعدة سنوات، ومن خلاله عرف العديد من الأشخاص الرب وآمنوا به.
كما بدأ القس سليم قعوار اجتماع بيتي آخر في منزل السيد حنا الدباس في وادي النصر. كان الأخ حنا هو من اقترح ذلك، وفتح قلبه وبيته للقس المتحّمس سليم ليبدأ الاجتماع الجديد فيه. وقد استمر هذا الاجتماع حتى العام 1972، وخدم فيه بالإضافة للقس سليم، كل من القس جريس دلّه والقس فواز عميش.
تأسست المكتبة في عمان على يد الأخ بيل هيرن، أحد المرسلين المعمدانيين. بعد تأسيسها بقليل تم دعوة القس سليم قعوار ليتولى إدارتها. وما أن حضر إلى عمان حتى بدأ باجتماعات روحية في منزل في جبل التاج وآخر في منزل في منطقة وادي النصر. ثم وضع الله على قلبه أن تكون المكتبة نواةً لأول كنيسة معمدانية في عمان. وقد استغل الطابق العلوي منها ليحتضن اجتماعاً أسبوعياً يدرس فيه الحضور كلمة الله، ويرنمون معاً بعضاً من الترانيم الروحية.
مع مرور الوقت صارت المكتبة مركزاً وملاذاً للمؤمنين يعقدون فيه الاجتماعات الروحية، وبالأخص عندما كانوا يتعرضون للمضايقات من الجيران في الاجتماعات البيتية.
بعد عودته من لبنان، وحصوله على شهادة اللاهوت، بدأ الأخ جريس الخدمة في عمان. وتولّى مسؤولية تأسيس الكنيسة في عمان. وتولى الخدمات التي كانت تعقد في كل من جبل التاج ووادي النصر وفي المكتبة. وتفرّغ الأخ سليم قعوار لإدارة المكتبة والتي كانت منّصة رائعة للشهادة للجميع وتقديم رسالة الخلاص لهم.
سكن القس جريس دله في وادي النصر أولاً، واستمر بإقامة الإجتماعات البيتية في منزل أبو إميل الدباس. وقد وجد هذا القس المبارك نعمة كبيرة في عيون الكثير من العائلات في ذلك الحي والتزمت بحضور الاجتماع البيتي. لكن العام 1971 شهد انتقال القس جريس دله إلى لبنان، وذلك للعمل في مجال الترجمة والتأليف في دار المنشورات المعمدانية هناك.
وأخيراً عاد القس فواز عميش إلى عمان، المدينة التي ترّبى فيها وكبر. وفيها أيضاً عرف الرب. كان قبل ذلك يرعى الكنيسة في عجلون، ومن قبلها يرعى الكنيسة في اربد. وقد خدم فترة طويلة في شمال الأردن، لكن الحاجة الآن باتت كبيرة لتأسيس أول كنيسة معمدانية في العاصمة عمان.
سكن القس فواز في جبل اللويبدة، في منزل كان يسكنه من قبل مرسل معمداني اسمه بيل هيرن. وقد استخدم القس فواز هذا المنزل ليكون مقراً لاجتماع بيتي جديد. ولكن الظروف لم تسمح للاستمرار في هذا البيت، فقد انتقل القس فواز وعائلته للسكن في منزل في العبدلي يعود للسيد ابراهيم الدير. خلال هذه المدة، كان الاجتماع الرئيسي يعقد في المكتبة، أما الاجتماعات الآخرى في وادي النصر وجبل التاج فقد توقفت.
في كنيسة المكتبة، بدأت الاجتماعات تأخذ طابعاً رسمياً. وصار للأخ فواز من يساعدونه في التحضير للاجتماع الأسبوعي الذي صار يعقد كل يوم أحد. فكان الاخ روي هو المسؤول عن مسح الكراسي من الغبار الكثيف الذي كان يتطاير بسبب كثرة السيارات التي كانت تسير في الشارع الرئيسي حيث تقع المكتبة. وفي هذا الطابق، قام الأخ فواز بأول معمودية شملت كل من ولديه روي وسوسن، والأخت جين قعوار وكذلك حماة الاخ سليم قعوار.
على أثر اقتراح تقّدم به الأخ بول سميث من الإرسالية المعمدانية، وافق القس فواز عميش على استئجار منزل واسع يكون سكناً للقس فواز وعائلته، ومقراً أولياً لأول كنيسة معمدانية في عمان.
في نهاية صيف العام 1972 عُثِر على منزل في جبل اللويبدة يعود للسيد نجيب الصغير. في الطابق الأول منه سكن القس فواز عميش وعائلته. وابتدأت فيه اجتماعات كنيسة عمان المعمدانية بشكل رسمي. فقد احتوى هذا المنزل على صالة متوسطة الحجم احتضنت الكنيسة الجديدة.
كانت الأجرة السنوية حوالي الـ 700 دينار. كان المبلغ ليس بالقليل، لكن الرب كان يسّدد هذا المبلغ من خلال عطاء الإرسالية وعطاء الأعضاء المؤمنين. وبالرغم من أن الإرسالية قلّصت مساعداتها للكنيسة مع مرور السنين، إلا أن الأعضاء والمؤمنين بدأوا يتحملون المسؤولية بل زاد عطاؤهم كذلك.
الأمر الجميل الذي قام القس فواز عميش بعمله قبل إطلاق الكنيسة في اللويبدة هو أخذه البركة من الكنائس الأخرى والقائمين عليها لإطلاق خدمة معمدانية في هذه المنطقة. فقد كان يقطنها عدد كبير من المسيحيين. والأمر الآخر الذي لم يتوقف القس فواز عن عمله هو إعطاء القس سليم قعوار المجال لممارسة خدمته في الكنيسة وبصورة دائمة عبر قيادته لفترة العبادة في اجتماع الأحد. كما بقي الأخير ولفترة طويلة أميناً لصندوق الكنيسة، بالإضافة إلى عمله مديراً للمكتبة المعمدانية.
وعبر كل السنين التي خدم فيها القس فواز عميش الرب من خلال رعايته لكنيسة عمان المعمدانية، فقد وجد نعمةً في عيون السُلطات. لم يحدث مرّةً أن قامت تلك السُلطات بتشديد الخناق عليه أو على الكنيسة، أو مضايقتها وتعطيل خدماتها. وقد اعتادت الأجهزة الأمنية مشكورةً منذ ذلك الوقت بإرسال عناصر من الشرطة لحراسة المكان في مواسم الأعياد ووقت الأزمات.
جرى أول تنظيم رسمي لكنيسة عمان المعمدانية في العام 1973، كان من ضمن الأعضاء المؤسسين، بالإضافة إلى القس فواز عميش، كل من:
+ راعوث عميش زوجة القس فواز عميش
+ روي فواز عميش
+ سوسن فواز عميش
+ سليم قعوار وزوجته اليس قعوار
+ فيرا، وفيوليت، وزهير، وجين سليم قعوار
+ حنا الدباس وزوجته
+ ام هنري جهشان (نحتاج معرفة اسمها)
+ بول سميث وزوجته فرجينيا
عندما حضر القس فواز من عجلون، قام الدكتور روبر بإعطاء القس فواز سيارته. كانت من نوع فورد فالكون موديل 1958. وكانت هذه السيارة كصاحبها بركةً للكثيرين، وخاصةً للأطفال الذين كانوا يستمتعون بركوبها إلى جانبه. ربما أجمل ما في الأمر كان ذلك السائق الذي يمتعهم أولاً بترانيمه في السيارة، وثانياً في منزله حيث كان يعقد القس فواز مدرسة الأحد لخدمة الاطفال وتعليمهم كلمة الله. وثالثاً، عندما يقوم بإيصالهم إلى بيوتهم بعد انتهاء مدرسة الأحد.
وقد قام كل من سوسن وسناء وروي بنات القس فواز، والأخت لينا قعوار ابنة القس سليم قعوار بالمساعدة في خدمة الأطفال وتعليمهم دروس من الكتاب المقدس. كما كانت أم هنري جهشان تساعد في هذه الخدمة والتي اعتاد اطلاق اسم "مدرسة الأحد" عليها. كانت المدرسة تنقسم لقسمين، الأول يعقد في الصالة الرئيسية للكنيسة، أما الثاني فيتم في غرف كل المنزل والذي يتوزع عليها الأطفال حسب أعمارهم. كل مرشد يلجأ لإحدى الغرف، الجلوس والنوم والضيوف وغيرها.
كما أن حضور هدى مارديني من عجلون إلى عمان، جعلها تساعد في خدمة مدارس الأحد، وكان لها دور كبير في هذه الخدمة. واستمرت مع القس فواز عميش ومرشدين آخرين في خدمة مدرسة الاحد لسنين طويلة وعديدة.
في منتصف السبعينات دعا القس فواز الأخت أرابيان زوجة الدكتور جون حداد من حلب في سوريا وقامت بتدريب الخدام في خدمة مدارس الأحد، وقضت حوالي أسبوع في هذا التدريب.
كان للقس فواز شقيقة تدعى فايزة، ومتزوجة من اسكندر خليف من الناصرة، رجل يحب الرب وعضو نشيط في كنيسة البلد الإنجيلية، والتي يرعاها الأخ روي وتمن. فايزة هي من عرفت الرب أولاً وتجددّت، وهي من ساهمت في أن يتعرّف شقيقها فواز على الرب وانضم بعدها لكنيسة البلد الإنجيلية. كان لاسكندر وفايزة ثلاثة أبناء: كمال وكميل ونبيل، وابنة هي الأكبر وتدعى كاميليا. عرف كمال الرب في صغره، لكنه في بداية شبابه اختار العيش بطريقه الخاص بعيداً عن الرب. حتى العام 1974، حين تعامل الرب معه أثناء عمله في إحدى النوادي الليلية في جبل اللويبدة. هذا التجديد قاده لحياة جديدة وخدمة بدأها من كنيسة عمان المعمدانية، والتي يرعاها خاله القس فواز عميش.
بعد تجديده، بدأ الأخ كمال اسكندر بحضور اجتماع للشبيبة في كنيسة الإتحاد المسيحي في جبل عمان. وهناك لمس حاجة كنيسته في اللويبدة لاجتماع مماثل. فاتصل بالأخ منهل زريقات والذي كان أحد الأشخاص الذين بدأوا منذ سنوات باجتماع الشبيبة في كنيسة الاتحاد، وطلب منه المساعدة في إطلاق اجتماع للشبيبة في كنيسة اللويبدة. وقد رّحب الأخ منهل بهذا الطلب وفرح بتقديم المساعدة للأخ كمال اسكندر وآخرين معه لبدء أول اجتماع شبيبة في الكنيسة الجديدة.
انطلق اجتماع الشبيبة في كنيسة عمان المعمدانية والتي كان منزل القس فواز عميش جزءاً منها. وهناك، بعدد قليل من الأشخاص وفي مقدمتهم الاخ المهندس منهل زريقات بدأ أول اجتماع للشبيبة. حضر الأخ منهل زريقات أربع اجتماعات أسبوعية متتالية. بعدها أخبر المسؤولين بأنه لا حاجة له ليكون معهم. فقد كانوا جميعاً قادرين على تسيير ذلك الاجتماع دون معونة شخص مثله. ومنذ لك الحين، لا يزال ذلك الاجتماع قائماً، وتناوب على الخدمة فيه عدد كبير من الأخوة والأخوات.
على أثر الأحداث التي وقعت أيام الحرب الأهلية في لبنان، فقد لجأ عدد من الاخوة والأخوات اللبنانيين إلى الأردن. وسكن عدد منهم في بيوت المؤمنين في عمان. والتزموا بحضور الاجتماعات الكنسية المختلفة، وجلبوا معهم عدد من الترانيم الجديدة ونهضوا في حركة التسبيح والترنيم داخل الكنيسة. هذا أسعد قلب القس فواز، فهو محب للترنيم وقام بتأليف العديد منها. كما انه قام بتشجيع المرنمين الجدد وساهم في إظهار مواهبهم، من هؤلاء كان الأخ نجيب لبيب الذي حضر للأردن من مصر، وكذلك الاخ منير حبيب، وفي الأردن قاموا بتسجيبل عدد من أشرطة الترنيم التي لا تزال معروفة عن كثير من الإنجيليين. وجميعهم يشهدون ويعزون سبب شهرهم وانتشار ترنيماتهم يعود بشكل كبير للقس فواز ورعايته لهم. والأبواب التي كان يفتحها لهم بسبب علاقاته مع كل الكنائس الإنجيلية الأخرى بشكل عام، والكنائس المعمدانية بشكل خاص والتي كانت تقوم بتوجيه الدعوة لهؤلاء للمشاركة بترنيماتهم في الاجتماعات الدورية للكنيسة، وخاصةً في الاجتماعات الخلاصية.
محبة القس فواز للترنيم ونظم الترانيم الجديدة سرت في عائلته وعند المقّربين منه، حتى ان أولاده روي وسلام، وابن أخته كمال، جميعاً كان لهم دور في حركة نظم ترانيم جديدة انتشرت في كل أرجاء الوطن العربي وتجاوزته لكل الناطقين بالعربية.
ولكون القس فواز عميش من تلاميذ الفاضل طيب الذكر الأخ روي ويتمن، الذي كان من عادته تأهيل الخدام وإطلاقهم، فقد استمر القس فواز وسار على نفس النهج، فقد جعل كنيسته مركزاً لإعداد الخدام وإطلاقهم، لم يحتكر أي من المواهب أو يسعى للاستحواذ على الخدام.
خلال هذه الفترة ظهر على الساحة الأخ حنا شاهين. كان يعمل في الخطوط الجوية البريطانية في عمان، ويعمل إلى جواره كذلك الأخ كمال اسكندر. كان نشيطاً في خدمة التلمذة، ويبدو أنه شعر بدعوة الله له للتفرّغ للخدمة، الأمر الذي دفعه للانضمام لخدمة حياة المحبة في الشرق الأوسط. وصار يمنح الكثير من وقته في عملية التلمذة وبالأخص مع شبيبة الكنيسة المعمدانية في عمان. كما قام بتعليمهم وتدريبهم على أسس وطرائق لدراسة الكتاب المقدس بصورة منتظمة تعتمد الملاحظة والتفسير والتطبيق أساساً لها. وهي ذات الطريقة التي تعلمها هو شخصياً عبر خدمته في حياة المحبة.
كان للخدمات المتنوعة التي شملت حميع الفئات العمرية في الكنيسة الأثر الكبير عليها كماً ونوعاً. كما أن سياسة الأخ فواز كانت تعتمد افساح المجال للجميع للخدمة، ساهمت في التزام الكثيرين بالكنيسة. عدا عن حضور عدد من الأخوة المصريين والتزامهم في الكنيسة. كل هذا ساهم في نمو الكنيسة حتى لم تعد الكنيسة ولا منزل القس فواز يتّسع لكل أنشطتها. وهذا أظهر الحاجة لمبنى أوسع. وكان رأي القس فواز ولجنة الكنيسة أن أفضل حل هو شراء قطعة أرض والبناء عليها. ولأجل هذا الغرض فُتح باب التبرعات من أجل مشروع الكنيسة الجديدة.
كان القس فواز يعرف جبل اللويبدة، ويعرف الكثير من سكانه. وحدث أنه قام في زيارة إلى منزل السيدة أم وهدان عويس، وقد كانت تسكن في هذا الجبل. ومن شباك ام وهدان رأى قطعة أرض مجاورة لمنزل أم وهدان. كانت القطعة كبيرة وواجهتها على الشارع عريضة. من ذلك الشباك صلّى القس فواز في قلبه راجياً ان تكون هذه الأرض مقراً للكنيسة في عمان. أثناء صلاته انتابته مشاعر من الراحة والثقة أن الله استمع لصلاته.
في غضون ذلك، كان السيد ابو كريم صويص، وهو رجل تقي يعمل في دائرة الاراضي والمساحة، على علم بأن القس يبحث عن قطعة أرض للكنيسة في جبل اللويبدة. فقام بالاتصال بالقس فواز ليخبره عن قطعة أرض معروضة للبيع ويرى أنها مناسبة للكنيسة. ورتبا موعداً للقاء حتى يرافق القس فواز صديقه أبو كريم قاصدين الأرض والتي كانت معروضةً للبيع. ويا للعجب، فقد كانت هي نفس الأرض التي رآها القس فواز من قبل وصلّى من أجل أن تصير للكنيسة. وهناك تيّقن أن الله هو من يقف وراء رغبة قلبه هذه. سألوا عن صاحبها، فتبين أنها لشيخ مسلم من عائلة الشنطي. خاف القس فواز من أن يرفض صاحبها بيعها للكنيسة، ولكن تبين أن هذا الشيخ قد أوكل مسؤولية بيعها لمكتب عقاري. هذا الخبر أسعد القس فواز جداً.
كانت الكنيسة قد جمعت قرابة ال 12000 دينار وخصصتها لشراء أرض للكنيسة. لكن المكتب العقاري أصر على أن يكون ثمنها أكثر من ذلك بحوالي الألف دينار. لكن القس فواز أخبر ممثلي المالك بأنه لن يستطيع دفع أكثر من 12000 دينار.
شارك القس فواز الأخ بول سميث بالموضوع، فشجعه الأخير على شراءها بالسعر الذي طلبه البائع. وهذا ما دفع القس فواز للذهاب للمكتب العقاري وتم الإتفاق فيما بينهم. وخلال أيام قليلة أتمّ المكتب العقاري تجهيز معاملة البيع وتم تسجيل الأرض باسم طائفة الكنيسة المعمدانية الأردنية. وبوشر على الفور بإعداد المخططات الهندسية من قبل المهندس منهل زريقات. كما بوشرت أعمال الحفر والبناء بعد أن أُحيل عطاء تنفيذها على المقاول المهندس رجا الحمارنة.
يذكر الأخ كمال اسكندر عن تدخله في عملية بناء الكنيسة، حيث قدّم فكرة أن تقوم الكنيسة بتجهيز طابق التسوية ليكون قاعةً خاصة للشبيبة. في البداية، لم تعجب القس فواز هذه الفكرة كونها ستزيد من تكلفة البناء، ولم يكن لدى الكنيسة إلا ما يكفي لبناء القاعة الرئيسية. لكن الأخ كمال لم يستسلم، بل صار مرّةً تلو الأخرى يجتمع مع خاله الحبيب ويظهر له الفوائد الكبيرة للكنيسة في حال كان هناك أكثر من قاعة. ويبدو أن فكرة وجود عدد من الغرف التي يمكن استخدامها لمدارس الأحد والشبيبة وغيرها قد أقنعت القس فواز وصار من داعميها. وبعد التحري والسؤال عن إمكانية تعديل منسوب القاعة الرئيسية، واقتراح المهندسين خفض منسوب القواعد وأساسات الكنيسة لتحقيق ذلك، وافق القس فواز وتم بناء طابق التسوية وتجهيزه ليكون قاعةً للشبيبة.
لاحقاً، اخبر القس فواز ابن أخته كمال اسكندر أن اقتراحه لبناء طابق التسوية كان اقتراحاً عظيماً. وثبت ذلك بحقيقة أن القاعة السفلى للكنيسة تُستخدم أكثر جداً من القاعة الرئيسية.
اكتمل البناء لكن المفاجأة كانت بمطالبة مالية من المقاول بلغت قيمتها قرابة الـ 13000 دينار. وصلت هذه المطالبة في نفس اليوم الذي كان مخصصاً للاحتفال بتدشين المبنى الجديد للكنيسة. الامر الذي لم يكن الكثير على علم به ان صندوق الكنيسة لا يملك مثل هذا المبلغ. أخبر القس فواز أعضاء الكنيسة بهذا الأمر، كما أطلع بعض المرسلين المعمدانيين الذين حضروا للمشاركة في احتفال التدشين. وكم كانت الفرحة اذا تعهد هؤلاء المرسلين بتسديد قيمة المطالبة بالتمام والكمال.
عرف القس فواز أن عمان تحتاج للمزيد من الكنائس، وهذا ما دفعه ليبدأ اجتماعات بيتية في بعض من ضواحي المدينة التي كانت تتسع وتتزايد. وقد كان قلبه يرحب بكل شخص رغب في يكون عاملاً في هذا الاتجاه. كما أن المفتاح لإنشاء مثل هذه الخدمات التي ستكون يوماً ما أساساً للكنيسة، كان في أن يفتح أحدهم قلبه ومنزله لإقامة أولاً اجتماعاً بيتياً. على سبيل المثال، مدينة أبو نصير، مشروع إسكاني كبير تأسس في شمال عمان، وسكنه العديد من العائلات المسيحية أمثال الأخ فايز حداد. هذا الاخ فتح بيته ودعا القس فواز لبدء اجتماع بيتي في منزله الجديد في أبو نصير. وسرعان ما كبر هذا الاجتماع واتسع ليشمل خدمة للسيدات كانت تواظب عليها روث فواز عميش وسيدات أخريات. وللتخفيف عن أهل البيت، صار الاجتماعات البيتية تتنقل بين عدد من البيوت الأُخرى. حتى انتهى الامر باستئجار منزل خاص مقراً للكنيسة الجديدة التي تبعها تعيين راعي جديد، ثم شراء قطعة أرض والبناء عليها.
هكذا كان القس فواز وهكذا كانت رسالته، كانت شهوة قلبه أن يرى كنائس جديدة تتأسس، وقد شجّع العديدين على هذا النهج. ورغم أن ذلك كان يعني انتقال أعضاء من كنيسته للكنائس الجديدة، إلا ان هذا لم يكن يشغل باله، بل كان يرى فرصة لانتشار أكبر لرسالة المسيح وكنيسته.
ومن كنيسة عمان المعمدانية، أو بتشجيع من راعيها، فقد تم تأسيس خدمات في العديد من المناطق.
وسط هذا كله، كان الأخ كمال اسكندر والذي تفّرغ حديثاً للخدمة مع حياة المحبة، يفكّر في كيف يمكن الوصول للشبيبة الناشئة وتشجيعهم على الإلتزام بالكنيسة. فقد رأى اهتمام الكنيسة بخدمات الأطفال والشبيبة والسيدات، لكن لم يكن هناك أي خدمة خاصة للأولاد والبنات الذين ينتهون من الحضور في مدارس الأحد، ومن ثم لا يوجد خدمة تحتضنهم أو اجتماع يلتزمون به. كان اجتماع الشبيبة يستقبل الشباب والفتيات ممن أنهوا المرحلة الثانوية وما بعد. أما اليافعين أو المراهقين وهو الأكثر حاجة، فلم يكن لهم من يرشدهم من الكنيسة ويخاطب احتياجاتهم الخاصة ويشجعهم على استخدام طاقاتهم الهائلة لمجد الله، وهذا ما جعله يتثّقل في قلبه ويسعى لإطلاق هكذا اجتماع. حصل على بركة راعي الكنيسة، وبدأ يشارك رؤيته مع كل من الأخت بريجيت الطوال، والأخ صموئيل عويس، والأخ نبيل اسكندر. شاركهم بما كان على قلبه، ووضع أمامهم تحدي إطلاق هذا الاجتماع والذي أسموه في ذلك الوقت اجتماع الشبيبة الثاني. أول اجتماع للشبيبة الثاني جرى في ..................... وكان من بين الحضور .......................................................
وضع الأخ كمال اسكندر في قلبه أن يقوم بتعليم الشبيبة الناشئة (الاسم الجديد لاجتماع الشبيبة الثاني) والشبيبة كذلك، أهمية المشاركة في عمل الرب عبر الالتزام بتقديم العشور للكنيسة.، والكرازة وربح النفوس وتلمذتها. وقد واضب على تعليم هذين الأمرين للمؤمنين في اجتماعات الشبيبة. وإن ثبات واستمرار الكثيرين من الشبيبة الناشئة والشبيبة الكبار في تقديم عشورهم للكنيسة يبين مدى تأثير هذا التعليم على حياتهم.
لاحقاً، انضم للخدمة في اجتماع الشبيبة الناشئة كل من الاخ سامح سامي والذي كان يسكن ويخدم في كنيسة الفحيص المعمدانية، والأخت مها جلدة، بالإضافة للأخ نبيل اسكندر. كما بدأ الأخ جمال أيوب في الخدمة في هذا الاجتماع حيث كان قد انضم كضابط في القيادة العامة للجيش في منطقة العبدلي، وصار يواضب على حضور اجتماعات الكنيسة في جبل اللويبدة.
حتى العام 2000، كان قد تناوب على الخدمة في اجتماع الشبيبة الناشئة عدد كبير من الخدام منهم: سهيل جوعانة، وشيرين كرادشة، زيدون كرادشة، جريس حدادين، رانيا قصار، هادي شيشان، نزار عماري، زينة فاخوري وغيرهم.